لقد تم طرح الإستراتيجية الدفاعية عن لبنان في مؤتمر الحوار الوطني لصياغة منظومة دفاعية تنفيذية،تغطيها منظومة سياسية رسمية وحزبية وطوائفية،بديلا عن السجال السياسي حول المقاومة والسلاح والحياد في الصراع وتحديد العدو والصديق،على لسان الشخصيات والقوى السياسية اللبنانية،التي تغطي عن قصد أو غير قصد،أوتستغل بعض الأحيان من الخارج.
وبانتظار أن يقدم المشاركون في طاولة الحوار الوطني ،مشاريعهم حول الإستراتيجية الدفاعية ( مع عدم قدرة البعض) لعدم الاختصاص لا على المستوى الفكري أو الحزبي،أو التنفيذي ،فلا بد من التذكير بما طرحه الإمام موسى الصدر(أعاده الله) حول نظرته للدفاع عن لبنان على المستويين الداخلي والخارجي، وبنى مشروعه السياسي والتنظيمي ( حركة أمل) على أساسه وتتلخص نظريته في الإستراتيجية الدفاعية على ما يلي:
- تأكيد انتماء وهوية لبنان العربية ،لحسم الموقف اللبناني في قضية الصراع العربي –الإسرائيلي ونفي نظرية الحياد.
- الوحدة الوطنية افضل اوجه الحرب ضد إسرائيل العنصرية.
- إلغاء الطائفية السياسية لإقامة كيان موحد،يضمن صياغة عقيدة وطنية واحدة على مستوى المؤسسات والأجهزة الأمنية والطوائف والأفراد،ولمنع التقسيم بعناوين الفيدرالية او الكونفيدرالية أو المحميات الأجنبية.
- بناء المجتمع المقاوم بكل مرتكزاته الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ؟؟.
- تأمين الغطاء الروحي للمقاومة عبر هيئة نصرة الجنوب المؤلفة من القادة الروحيين للطوائف،لتأكيد المؤثر الديني لمقاومة إسرائيل، وتحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية .
- تعزيز الجيش اللبناني الوطني بالسلاح والعقيدة القتالية الوطنية.
- تأسيس مقاومة شعبيةمسلحة لدعم الجيش بعنوان (انصار الجيش )، وقد اسس افواج المقاومة اللبنانية امل للدفاع عن لبنان.
- دعم المقاومة الفلسطينية لتحرير فلسطين،لمنع التوطين وعدم جواز تدخلها كطرف في الخلافات اللبنانية .
- التعاون مع حركات التحرر العربية و العالمية والاستفادة من تجاربها، لمواجهة الظلم العالمي المتمثل بالإحتلال الحديث اوالاستعمار غير المباشر.
- مواجهة أي عملية عزل لأي من الطوائف أو المكونات السياسية ،لعدم دفعها للتعامل مع العدو أو استغلالها بحجة حمايتها.
- توثيق الروابط مع العالم العربي خصوصا مع سوريا ،وكذلك مع مصر التي زارها وخطب في عناصر الجيش الثالث في قناة السويس عام 1970 ومع السعودية التي صلى بضباط الحرس الوطني السعودي عندما كان الملك عبد الله قائدا للحرس الوطني في السبعينات.
- القضاء على الحرمان حتى لا يبقى محروم واحد، بالانماء المتوازن حتى لا يبقى مواطن للبيع أو الاستثمار أو الإيجار الحزبي.
إن مميزات الإستراتيجية الدفاعية للإمام الصدر، انتقالها من النظرية، الى التطبيق العملاني، سواء بصياغة وثيقة حركة المحرومين التي شملت المكونات المسيحية والإسلامية،والانفتاح على الشرائح اللبنانية في الكنائس د والجامعات، لسماع الهواجس،وتوضيح المخاوف وأسس أفواج المقاومة اللبنانية لقتال إسرائيل،وامتنع عن المشاركة في الحرب الأهلية،وسعى لحماية القرى والتجمعات المسيحية ولم يهجر أي منها في كل منطقة استطاعت حركة أمل حمايتهم فيها في الجنوب والبقاع خصوصا .
الإستراتيجية الدفاعية عند الإمام الصدر،ليست سلاحا عسكريا فقط ،بل بناء للمجتمع المقاوم،الذي يعمل على تنمية قدراته الثقافية والتربوية والاقتصادية،ليساهم الجميع بالدفاع عن وطنهم وفق امكانياتهم ...ولكن الأساس في فكر الإمام الصدر،انه إذا تقاعست الدولة أو بقية المكونات الحزبية او الطائفية عن مهمة الدفاع وحماية المواطنين وخاصة اهل الجنوب الذين تعرضوا للقتل والتهجير منذ احتلال فلسطين ، و كانوا مكشوفي الظهر امام العدو،فلا يجوز للقادرين على المقاومة أن يسكتوا، بل عليهم التسلح والمقاومة حتى الشهادة وفق قوانين حق الدفاع عن النفس وتحرير الأرض وطرد المحتل ،طالما ان القرارات الدولية عاجزة او متواطئة مع الإسرائيلي المدلل.لأنه لا نقبل أن يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما.
د.نسيب حطيط